
شهدت محافظة الغربية تطوراً استثنائياً يُعتبر الأول من نوعه على الصعيد القومي، حيث تمكنت من تحقيق إنجاز فريد في مجال التخطيط العمراني يضعها في المقدمة كنموذج يُحتذى به على مستوى البلاد.
هذا التطور الجذري جاء بعد سنوات من العمل المضني والجهود المتواصلة التي تكللت بنتائج ملموسة تُبشر بمستقبل عمراني مشرق.
وفي خطوة تاريخية غير مسبوقة، أعلن اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، عن الانتهاء الكامل من اعتماد المخططات الاستراتيجية لجميع القرى البالغ عددها 321 قرية، بالإضافة إلى إنجاز ملحوظ في اعتماد الأحوزة العمرانية للعزب بنسبة وصلت إلى 97.6%.
هذا الإنجاز الضخم تم بحضور المهندسة نرمين أحمد، مدير عام إدارة التخطيط والتنمية العمرانية، في جلسة عمل شهدت اعتماد أحوزة عمرانية جديدة لعزب متنوعة في مراكز مختلفة بالمحافظة.
وحسب البيانات الرسمية التي كشف عنها المحافظ، فقد نجحت الغربية في تحقيق نسبة اعتماد كاملة 100% للأحوزة العمرانية في المدن والقرى، بينما وصلت النسبة إلى 97.6% بالنسبة للعزب.
هذا التقدم الملحوظ شمل اعتماد الحيز العمراني لأول مرة لعزبة تنتمي إلى قرية الرجدية في مركز طنطا، إلى جانب تحديث وتطوير أحوزة خمس عزب إضافية موزعة على مراكز المحلة الكبرى والسنطة وقطور وبسيون وطنطا.
وأكد اللواء الجندي أن هذا التطور الجوهري سيفتح آفاقاً واسعة أمام المواطنين للبناء وفقاً للقوانين والاشتراطات المعتمدة، مما يضمن الحفاظ على الطابع العمراني المتناسق والمنظم.
كما سيساهم في وضع حد نهائي لظاهرة البناء العشوائي التي طالما أرقت المسؤولين والمواطنين على حد سواء.
وفي سياق الحديث عن الجانب التنفيذي والميداني، أشار المحافظ إلى الجهود الاستثنائية التي تُبذل على الأرض، حيث تم تشكيل لجنة متخصصة من ديوان عام المحافظة تتألف من ثماني فرق عمل تضم في مجملها ستة عشر عضواً مدرباً ومؤهلاً.
هذه الفرق تعمل بنظام دورات متتالية على مدار اليوم كاملاً دون انقطاع، وذلك لضمان توقيع الأحوزة العمرانية المستحدثة وتحديث البيانات والإحداثيات بأقصى درجات الدقة والمهنية.
وحققت هذه اللجان المتخصصة معدلات إنجاز مرتفعة ومتقدمة على جميع المستويات، حيث بلغت نسبة تحديد الإحداثيات 75% للمدن، و57.94% للقرى، و34.44% للعزب.
هذا التقدم المحرز مكّن من تسليم الأحوزة المعتمدة للوحدات المحلية المختصة، مما يمهد الطريق بشكل عملي وفعال لانطلاق إجراءات استخراج تراخيص البناء ضمن النطاقات المحددة والمعتمدة رسمياً.
وأثنى المحافظ على الجهود المتميزة والمضنية التي تبذلها الفرق الميدانية، مؤكداً أنه فور الانتهاء من عمليات توقيع الأحوزة العمرانية للعزب في مواقعها الطبيعية واعتماد الإحداثيات بصورة نهائية، سيصبح بإمكان المواطنين التوجه فوراً لاستكمال إجراءات الحصول على تراخيص البناء وفق الضوابط والإجراءات القانونية المحددة.
وأوضح أن هذا التطور يمثل نقلة حضارية حقيقية تسمح بالتوسع العمراني المدروس والمنضبط وفق القانون.
وفي تطور موازٍ ومكمل لهذه الجهود، وجه اللواء أشرف الجندي تعليماته الفورية والعاجلة للبدء في إعداد وتحضير خطوط التنظيم ووضع الضوابط والاشتراطات البنائية الخاصة بالكتل العمرانية المضافة حديثاً إلى الأحوزة المحدثة في نطاق جميع القرى البالغ عددها 321 قرية على امتداد المحافظة.
وبهذا الإنجاز الفريد، تصبح الغربية أول محافظة على مستوى جمهورية مصر العربية تنجح في إغلاق هذا الملف الحيوي بصورة كاملة وشاملة.
هذه الخطوة الرائدة والاستثنائية تمهد لانطلاقة حقيقية ومتميزة في مسيرة التنمية العمرانية الريفية، وتضع الأسس الصلبة لمستقبل عمراني منظم ومستدام.
وأكد المحافظ أن المخططات الاستراتيجية المحدثة تم إعدادها وتطويرها وفقاً لمعايير ومواصفات تخطيطية وبنائية صارمة ودقيقة تأخذ في الاعتبار الظروف والأوضاع الفعلية القائمة على أرض الواقع.
كما تم دمج الرؤية المستقبلية للتوسع والنمو العمراني بأسلوب علمي ومنهجي منظم، بالإضافة إلى إتمام جميع التنسيقات والإجراءات الضرورية لتعديل قيود وضوابط الارتفاع بما يتلاءم ويتناغم مع الخصائص الجغرافية والعمرانية المميزة لكل منطقة. هذا التعديل تم بعد الحصول على كافة الموافقات والتصاريح المطلوبة من هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية.
وشدد المحافظ على أن هذا الإجراء الجوهري والحيوي يفتح الأبواب على مصراعيها أمام حقبة جديدة من التنظيم العمراني المدروس والممنهج، والذي يوفر للمواطنين خريطة طريق واضحة ومتكاملة وشاملة للبناء والتطوير.
كما يعزز ويقوي الجهود المبذولة والهادفة للقضاء نهائياً على ظاهرة العشوائيات، وتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة ترفع من مستوى ونوعية الحياة في جميع المناطق الريفية والحضرية على امتداد المحافظة.
وفي ختام تصريحاته، أكد الجندي قائلاً: “هذا الإنجاز الاستثنائي يمثل ثمرة طبيعية لعمل جماعي متناسق وجهد ميداني وإداري متكامل ومتواصل، وهو يجسد بوضوح التزامنا الراسخ بالعمل لخدمة المواطن في المقام الأول، وتطبيق رؤية الدولة المصرية الشاملة في تحقيق الاستقرار العمراني والتنمية المتوازنة والمستدامة في جميع أنحاء وربوع محافظة الغربية العزيزة”.