تشهد محافظات الصعيد نقلة نوعية غير مسبوقة في منظومة الري والبنية التحتية المائية، حيث كشف اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، عن تحقيق إنجاز بارز في مشروع قناطر ديروط الجديدة، بوصول نسبة التنفيذ إلى 60%.
ويأتي هذا المشروع العملاق، الذي تتجاوز تكلفته مليار و200 مليون جنيه، ضمن حزمة المشروعات القومية الاستراتيجية التي تتبناها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وخلال اجتماع موسع ضم نخبة من القيادات التنفيذية والهندسية، استعرض المهندس حاتم عبد الصبور، رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري، التقدم المحرز في المشروع والحلول المبتكرة التي تم تطويرها لتجاوز التحديات التنفيذية.
كما تم مناقشة خطط إنشاء محور مروري جديد يتضمن كوبرياً بحمولة 60 طناً، مما يعزز شبكة النقل في المنطقة.
ويمثل المشروع، الممول بقيمة 5.854 مليار ين ياباني، نقطة تحول في تاريخ البنية التحتية المائية المصرية، حيث يأتي ليحل محل القناطر القديمة التي شيدت في عهد الخديوي إسماعيل عام 1872.
وتعد هذه القناطر التاريخية، التي ظلت تعمل لأكثر من 150 عاماً، من أقدم المنشآت الهيدروليكية على مستوى العالم.
وسيخدم المشروع الجديد مساحة زراعية تقدر بـ 1.6 مليون فدان في خمس محافظات رئيسية هي أسيوط والمنيا وبني سويف والفيوم والجيزة.
وتتضمن المنظومة الجديدة شبكة متطورة للتحكم وإدارة المياه عبر سبعة فروع رئيسية، هي: فم بحر يوسف، والإبراهيمية، والبدرمان، والديروطية، وأبو جبل، وإيراد الدلجاوي، والساحلية، مع إنشاء 45 محطة تحكم متطورة.
وأكد محافظ أسيوط التزامه الشخصي بتقديم كافة أشكال الدعم لضمان استكمال المشروع وفقاً للجدول الزمني المحدد في أبريل 2026.
كما شدد على أهمية التنسيق بين قطاعي الري والطرق لإنشاء كوبري علوي يربط مع طريق أسيوط/القاهرة الزراعي، مما سيسهم في حل مشكلات الاختناقات المرورية وتحسين حركة النقل في المنطقة.
ويتميز المشروع بتركيزه على تطوير منظومة متكاملة للتشغيل والتحكم في توزيع المياه، مما يضمن كفاءة أعلى في إدارة الموارد المائية وتحسين خدمات الري للمزارعين.
وتؤكد المتابعة المستمرة من قبل المحافظ، سواء من خلال الزيارات الميدانية أو الاجتماعات الدورية، على الأهمية الاستراتيجية للمشروع في تحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.