تحت أضواء ملعب “أنفيلد” التاريخي، تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة مساء اليوم الأربعاء، صوب المعقل الأحمر لمدينة ليفربول، حيث تدور رحى معركة كروية حامية الوطيس تجمع بين أصحاب الأرض ونظيرهم أيندهوفن الهولندي.
وذلك في تمام الساعة العاشرة مساءً، ضمن منافسات الجولة الخامسة من مرحلة الدوري لبطولة دوري أبطال أوروبا (النسخة الجديدة).
وتأتي هذه المواجهة الأوروبية في توقيت بالغ الحساسية لكتيبة “الريدز”، إذ يخوض الفريق اللقاء وهو مثقل بهموم محلية وأزمات فنية لا تخفى على أحد.
فالعملاق الإنجليزي يعيش واحدة من أحلك فتراته في الموسم الجاري، خاصة بعد الزلزال الكروي الذي ضرب الفريق السبت الماضي، حينما تجرع مرارة الهزيمة بثلاثية نظيفة وقاسية في عقر داره أمام نوتنجهام فورست بالدوري الإنجليزي الممتاز.
تلك الخسارة لم تكن مجرد كبوة عابرة، بل ألقت بالفريق إلى المركز الحادي عشر في جدول الترتيب، واضعة الجهاز الفني واللاعبين تحت مقصلة الضغط الجماهيري والإعلامي.
مما يجعل مواجهة الليلة بمثابة “طوق نجاة” لا يقبل القسمة على اثنين، ولا يحتمل أي تعثر جديد قد يعصف باستقرار الفريق.
موعد مع التاريخ.. صلاح يطارد المستحيل
وفي خضم هذه الغيوم التي تلبد سماء ليفربول، يبرز النجم المصري محمد صلاح كشعاع أمل يضيء الطريق نحو استعادة الثقة.
“الفرعون” المصري يدخل اللقاء وعينه على تسطير إنجاز تاريخي غير مسبوق يضاف إلى سجله الذهبي؛ حيث تفصله خطوة صغيرة عن التربع على عرش الهدافين الأفارقة في المسابقة القارية الأعرق.
ويحتاج صلاح إلى هز شباك الفريق الهولندي بهدفين فقط الليلة، ليصل بذلك إلى هدفه رقم 50 في الأدوار الرئيسية والحاسمة لدوري أبطال أوروبا، ليصبح أول لاعب من القارة السمراء يبلغ هذا الرقم الأسطوري.
وجدير بالذكر أن في جعبة صلاح حالياً 52 هدفاً في إجمالي مشاركاته بالبطولة، مقسمة ما بين 48 هدفاً في الأدوار الرئيسية، و4 أهداف سجلها في الأدوار التمهيدية.
مما يعني أن الثنائية اليوم ستمنحه تأشيرة دخول نادي الخمسين هدفاً في “التشامبيونزليج” (أدوار المجموعات والأدوار الإقصائية) حصرياً.
ولا تتوقف طموحات قائد المنتخب المصري عند هذا الحد، بل يواصل زحفه نحو تحطيم الأرقام القياسية الخاصة بنادي ليفربول؛ إذ يُعد صلاح حالياً ثاني أكثر اللاعبين تمثيلاً لقميص “الريدز” في تاريخ مشاركاتهم بدوري الأبطال برصيد 77 مباراة.
ويطارد بقوة الرقم الصامد باسم أسطورة الدفاع جيمي كاراجر صاحب الـ 80 مباراة، مما يجعل كل دقيقة يلعبها صلاح تقربه أكثر من الانفراد بلقب عميد لاعبي ليفربول أوروبياً.
وعلى الصعيد الفني، من المتوقع أن يدفع الجهاز الفني لليفربول بكل أوراقه الرابحة لضمان حسم النقاط الثلاث وتجنب أي مفاجآت هولندية غير سارة.
وتشير القراءات الأولية للتشكيل إلى الاعتماد على القوة الضاربة، حيث سيحمي العرين الحارس البرازيلي أليسون بيكر، ومن أمامه جدار دفاعي يقوده القائد فيرجيل فان دايك رفقة إبراهيما كوناتي، مع الاعتماد على انطلاقات جو جوميز وأندرو روبرتسون على الأطراف.
وفي منطقة العمليات، يتوقع أن يدير المعركة الثلاثي ريان جرافينبرخ، وماك أليستر، والمجري دومينيك سوبوسلاي، لضبط إيقاع اللعب والربط بين الخطوط.
أما في الخط الأمامي، فستكون الآمال معلقة على المثلث الهجومي بقيادة محمد صلاح، وبجانبه كودي جاكبو، مع احتمالية ظهور هوجو إيكتيكي (حسب التقارير الواردة) لتشكيل ضغط هجومي مبكر يربك حسابات الضيوف ويعيد البسمة لمدرجات الأنفيلد الحزينة.
