يُظهر طائر البلشون الأخضر قدرات استثنائية في الصيد تفوق معظم الطيور المائية الأخرى، حيث يمتلك مهارة فريدة في استخدام الأدوات للحصول على غذائه.
فقد وثق العلماء والمصورون ظاهرة مدهشة لهذا الطائر الذكي وهو يستخدم قطع الخبز كطُعم لاصطياد الأسماك، في سلوك يعكس مستوى متقدماً من الذكاء والقدرة على حل المشكلات.
يقف البلشون الأخضر بصبر على حافة الماء، ممسكاً بقطعة صغيرة من الخبز في منقاره، ثم يقوم بإلقائها بعناية على سطح الماء.
يراقب الطائر بتركيز شديد كيف تطفو قطعة الخبز، منتظراً اقتراب الأسماك الفضولية التي تنجذب إلى هذا الطعام غير المتوقع.
وعندما تقترب السمكة لتتفحص أو تأكل قطعة الخبز، ينقض عليها البلشون بسرعة وبراعة فائقة، مستخدماً منقاره الحاد كحربة دقيقة.
هذا السلوك المتطور يُعد مثالاً رائعاً على التكيف والتعلم في عالم الطيور.
فبدلاً من الاعتماد فقط على أساليب الصيد التقليدية مثل الترصد والانقضاض المباشر، طور البلشون الأخضر استراتيجية أكثر تعقيداً تتضمن استخدام أداة خارجية – وهي الخبز في هذه الحالة – كوسيلة لجذب فريسته.
ويرى علماء السلوك الحيواني أن هذه القدرة على استخدام الأدوات تضع البلشون الأخضر في مصاف الطيور الأكثر ذكاءً، مثل الغربان والببغاوات.
كما يشير هذا السلوك إلى قدرة الطائر على التعلم والتكيف مع البيئات المختلفة، وحتى الاستفادة من وجود البشر وما يتركونه من طعام في محيطه.
والمثير للاهتمام أن البلشون الأخضر لا يكتفي بإلقاء الخبز فقط، بل إنه يتعلم أيضاً توقيت سحب الطُعم وإعادة استخدامه مرة أخرى إذا لم تنجذب إليه الأسماك، مما يدل على فهمه لمبدأ الاقتصاد في استخدام الموارد المتاحة.
هذا السلوك الذكي يفتح آفاقاً جديدة في فهمنا لقدرات الطيور على التفكير المعقد وحل المشكلات.
كما يذكرنا بأن الذكاء في عالم الحيوان يمكن أن يظهر في أشكال متنوعة ومدهشة، وأن قدرة الكائنات على التكيف والابتكار قد تفوق توقعاتنا بكثير.
