باشرت وزارة الأوقاف المصرية تنفيذ خطة تطويرية طموحة للخطاب الديني، معلنة عن تحول جذري في هيكلية خطبة الجمعة.
وقد كشف الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، عن هذه المبادرة التي تمثل خطوة تمهيدية لتحول أشمل في المنظومة الخطابية الدينية.
وتستند هذه المبادرة على دراسات معمقة أجريت بالتعاون مع المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، حيث رصدت تبايناً ملحوظاً في الاحتياجات المجتمعية بين المحافظات المصرية المختلفة.
ويتجلى جوهر هذا التغيير في تقسيم خطبة الجمعة إلى شقين: الأول موحد على مستوى الجمهورية، والثاني مخصص وفقاً لاحتياجات كل محافظة.
وستشهد الجمعة المقبلة، الموافق 3 يناير 2025، تطبيق هذا النظام الجديد، حيث ستتناول الخطبة الأولى موضوع “فما ظنكم برب العالمين (صناعة الأمل)”، بهدف تعزيز روح التفاؤل والأمل في نفوس المصلين.
أما الخطبة الثانية، فقد تم تقسيمها إلى ثلاثة نماذج رئيسية تستهدف قضايا محددة:
- النموذج الأول يركز على مشكلات الصيادين والتحديات الاقتصادية في المحافظات الساحلية.
- النموذج الثاني يتصدى لظاهرة الهجرة غير الشرعية في المحافظات الأكثر تأثراً بهذه القضية.
- النموذج الثالث يعالج قضية حقوق الميراث، مع تركيز خاص على حقوق المرأة في المحافظات التي تشهد تحديات في هذا المجال.
وتم توزيع هذه النماذج بعناية على المحافظات وفقاً لاحتياجاتها الخاصة.
فعلى سبيل المثال، ستتناول المحافظات الساحلية كدمياط والإسكندرية والسويس قضايا الصيادين، بينما ستركز محافظات كالبحيرة والقليوبية على مكافحة الهجرة غير الشرعية، وستخصص محافظات كالقاهرة وقنا وسوهاج لمعالجة قضايا الميراث.
تهدف هذه المبادرة إلى تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على وحدة الخطاب الديني وتلبية الاحتياجات المحلية المتنوعة، مما يضمن فعالية أكبر في معالجة التحديات المجتمعية وتحقيق مقاصد الشريعة في حماية المجتمع وتنميته.